ربما أول ما يتعلمه أي مستخدم متقدم لبرمجيات تعديل وتحرير الصور مثل Adobe Photoshop هو أن إضافة التفاصيل غير ممكنة، وأياً كانت التفاصيل الأصلية التي التقطتها الكاميرا فهي كل ما لديك، وكل تعديل تقوم به سيؤدي إلى فقد في التفاصيل حصراً.

هذه القاعدة الأساسية في التصوير وتعديل الصور لا تزال حقيقية تماماً دون شك، لكن تطبيقاً جديداً باسم Remini يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) للعبث بالقواعد وإضافة التفاصيل إلى الصور المشوشة بشكل يبدو أقرب إلى سحر في الواقع.

يعمل التطبيق على الوجوه فقط، ويقوم بتحليل المعلومات المتاحة في الصور ليخمن شكل التفاصيل الضائعة نتيجة التشوش. في بعض الحالات لا ينجح الأمر، لكن في النسبة الأكبر من الحالات تنتج صور بتفاصيل مذهلة تبدو حقيقية تماماً.

يبدو الاستخدام الأفضل للتطبيق هو مع الصور الفوتوغرافية القديمة، حيث يمكن التقاط صور رقمية لها واستخدام التطبيق لإظهار التفاصيل. ومع كون معظم الصور الفوتوغرافية القديمة ذات جودة سيئة، فالتطبيق فعال للغاية في إنشاء التفاصيل وصنع نسخ رقمية عالية الجودة بدل التشوش المعتاد.

بالطبع يمكن استخدام التطبيق مع الصور الرقمية القديمة كتلك المصورة بهواتف قديمة للغاية مثلاً، لكن من المهم تذكر أن التطبيق مهما كان جيداً فهو محدود، وإن كانت تفاصيل الصورة ضائعة تماماً سيفشل باستعادة التفاصيل أو أنه سينتج تفاصيلاً مختلفة عن الواقع بشكل واضح.

بالطبع من المهم تذكر أن التفاصيل التي ينتجها التطبيق غير حقيقية، فهي وإن كانت مشابهة للواقع ومقنعة، فهي نتاج خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وبينما تصيب هذه التخمينات كثيراً، فقد تكون النتيجة مختلفة بوضوح عن التفاصيل الحقيقية.

كيف تحصل على تطبيق Remini

يمكن الحصول على التطبيق بشكل مجاني من متجر Google Play Store أو من متجر App Store، لكن الاستخدام ليس مجانياً حقاً.

عند التسجيل للمرة الأولى يمنح التطبيق 3 تجارب لتعديل الصور واستخراج تفاصيلها، لكن بعد المحاولات المجانية يصبح التعديل مأجوراً، حيث يجب أن تشترك لقاء 5 دولارات في الشهر للحصول على عملات تعديل غير محدودة، وفي بعض الحالات يمكن مشاهدة إعلان للحصول على مرة تعديل إضافية.

في بداية التطبيق كانت المحاولات المجانية أكثر ودائمة التجدد، لكن مع تزايد الضغط وأعداد المستخدمين فرضت الكثير من القيود على المستخدمين المجانيين، وبالنتيجة تعرض التطبيق للكثير من التقييمات السلبية التي خفضت تقييمه إلى ما دون 3/5 في متجري التطبيقات الأساسيين.

المخاوف الأمنية

واحدة من المخاوف الأساسية من استخدام تطبيق كهذا هي أنه يمتلك حقوق أية صورة يقوم المستخدم برفعها إليه، أي أن الصور التي تقوم بتحسينها ستخضع للتحليل من قبل التطبيق ومن الممكن استخدامها في الإعلانات الترويجية كذلك.

بالطبع فالتطبيق يتطلب الوصل بحساب فيس بوك أو Google الخاص للمستخدم للتمكن من استخدامه، وهذه نقطة مثيرة للريبة كذلك خصوصاً مع التاريخ المثير للجدل لتطبيقات تعديل الصور السابقة والحديث عن كونها تخرق الخصوصية أو حتى تسرق الصور دون إذن.

في الماضي تسبب تطبيق FaceApp المخصص لإجراء تعديلات على الوجوه مثل جعل الوجه يبدو مسناً أو من الجنس الآخر تلقى انتقادات مشابهة. ومع ان FaceApp لا يزال في المتاجر مما يشير إلى أن الاتهامات غير مؤكدة بعد، فالحذر واجب هنا.

في حال لم تكن تريد لصور معينة أن تظهر لأي أحد آخر، فالأفضل ألا تستخدم تطبيقاً كهذا أصلاً. ومع أننا نشهد بمقدرة التطبيق الشبه سحرية على تعديل الصور، فنحن لا نضمن كونه آمناً او يحافظ على الخصوصية، فهذا الأمر خارج سيطرتنا أو قدرتنا على التأكد.